الخميس، 7 مايو 2020

العالم على الهاوية إلا إذا...

يشهد العالم تحديات كبيرة جداً في مواجهة وباء كوفيد ١٩ والذي ينتمي إلى الفيروسات التاجية. وكما هو معلوم أن هذا الوباء يصيب الجهاز التنفسي للإنسان ويكون فتاكاً لكبار السن وضعيفي المناعة. سرعة انتشار هذا الفيروس هي المعضلة الرئيسية والتي تشكل تحديات كبيرة جداً على المنظومات الصحية في العالم. حيث أنه ينتشر بشكل سريع جداً والمراكز الصحية لا تمتلك السعة الكافية لإحتوائهم، عندها يسقط النظام الصحي في الدولة.



على مر التاريخ مرت البشرية بأوبئة أشد فتكاً من هذا الوباء كالإنفلونزا الإسبانية عام ١٩١٨م حيث بلغ عدد الإصابات ٥٠٠ مليون شخص وعدد الوفيات من ٥٠ إلى ٨٠ مليون على مدى ثلاثة أعوام، مع مراعاة أن سبل العلاج آنذاك محدودة جدا ولم تكن متطورة بمعنى آخر ليست كوقتنا الحالي.
ومع كل وباء يجوب العالم يبدأ الإنسان في البحث عن الحلول الأوليه للتصدى لإنتشار الوباء، وقد تم استخدام عدة حلول للتغلب على هذه الأوبئة ومنها:

1- أن لا تفعل شيئاً (Do Nothing) وهذي الطريقه سيئه جداً وتسبب بانهيار للمنظومة الصحية في الدوله ناهيك عن زيادة عدد الوفيات والإصابات بشكل كبير مما يؤثر على السعة الإستيعابية للمراكز الصحية. فالمراكز الصحية تم انشائها لجميع الأمراض وليست للأوبئة فقط.

2- حظر تجول كلي وفي هذه الطريقة يتم تعطيل كافة أنظمة الدولة وايقاف الحياة الإجتماعية وتبقى المستشفيات لتحارب الوباء، طريقة رائعه للحد من انتشار الوباء وبشكل كبير جداً، لكنها سيئة للغاية على الصعيد الإقتصادي فقد تكبد الدول خسائر فادحة جراء ايقاف أنظمتها والحياة الاجتماعية بشكل كامل ومن نتائجها افلاس الشركات وزيادة البطالة.

3- حظر تجول جزئي وبهذه الطريقة يكون السماح بالتنقل داخل المدن في أوقات معينه فقط ولا يكون الخروج إلا للضرورة وايضا يتم تخفيض عدد ساعات العمل للشركات المستثناة، طريقة فعالة إلى حدٍ ما لكنها تزيد من عدد الإصابات بمعدل يومي أقل. بمعنى آخر محاولة لتأخير انهيار النظام الصحي على أمل ايجاد الحلول الصحية أو العقاقير المناسبه للوباء.

أما الطريقة الرابعه وهذه الطريقة الصحيحة من وجهة نظري لأنها تعمل على الموازنة بين الصحة والإقتصاد، وهي بأن تقوم الدول بعمل حظر تجول كلي ثم حظر تجول جزئي ثم يعودون للكلي وهكذا...

أما في حالة الحظر الكلي فتنخفض معه عدد الاصابات بالوباء ولكن يزداد التأثير السلبي على الإقتصاد، وأما الحظر الجزئي فتزداد معه عدد الإصابات بالفيروس ويكون هناك تأثير ايجابي على الاقتصاد. بهذه الطريقة تتم الموازنة بين الإقتصاد والصحة حتى يمن الله علينا باكتشاف العلاج المناسب لهذا الوباء.

حفظنا الله وإياكم من هذه الجائحة....

هناك 3 تعليقات:

  1. مقال رائع والموازنه الفعليه بين الحظر والاقتصاد لابد ان تكون على مراحل متدرجه تاره للحظر وتاره للجزئي وتاره لالغاءه
    اسال الله ان يديم على دولتنا النتائج الايجابيه بجميع خطواتها المستقبلية

    ردحذف
  2. الله يحفظنا و ينصرنا على هذا الوباء

    وباذن الله يكون تأثيره الاقتصادي ليس بذاك السوء

    ردحذف
  3. من افضل المقالات التي قرأتها في هذا الخصوص

    شكرا لكم آستاذ فيصل.. وان كان لكم مقالات او كتابات أخرى منشورة فأرجو التكرم بوضع الروابط وشكرا

    ردحذف